عدد الرسائل : 1458 العمر : 116 مزاجى الحالى : تاريخ التسجيل : 26/03/2008
موضوع: القرضاوي: الشيعة ليسوا كفارا بل أصحاب بدع الجمعة سبتمبر 19, 2008 2:58 am
لازال السجال محتدما بين رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي وعدد من علماء الشيعة، بعد أن دخل في النقاش بالإضافة إلى وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية، كل من العالمين الشيعيين محمد حسن فضل الله ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين آية الله تسخيري. ورفض الشيخ القرضاوي في بيان له الأربعاء بشدة الانتقادات التي وجهها له عدد من علماء الشيعة والتي أنكروا فيها عليه هجومه على المذهب الشيعي وشبهوا تصريحاته لصحيفة "المصري اليوم" عن الاكتساح الشيعي للمناطق السنية بأنه ترديد لما يقوله حاخامات اليهود، والحديث نيابة عنهم. وأكد القرضاوي مجددا أن "الغزو الشيعي" للمجتمعات السنية يشكل خطرا "لا بد من التصدي له، وإلا خنا الأمانة، وفرطنا في حق الأمة علينا"، على حد تعبيره. ووصف هذا "الغزو" بأنه نوع من التهور قائلا "تحذيري من هذا الغزو، هو تبصير للأمة بالمخاطر التي تتهدَّدها نتيجة لهذا التهوُّر، وهو حماية لها من الفتنة التي يُخشى أن يتطاير شررها، وتندلع نارها، فتأكل الأخضر واليابس. والعاقل مَن يتفادى الشرَّ قبل وقوعه". واستغرب الشيخ القرضاوي في بداية بيانه الذي شرح فيه بالتفصيل موقفه الفكري والديني من الشيعة، الحملة التي أثيرت ضده بسبب تحذيره من "الغزو الشيعي" للمناطق السنية، وقال "شنَّت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية في 13 من رمضان 1429هـ الموافق 13 أيلول/سبتمبر الجاري، هجوما عنيفا على شخصي، تجاوزت فيه كلَّ حدٍّ، وأسفَّت إسفافا بالغا لا يليق بها، بسبب ما نشرته صحيفة المصري اليوم من حوار معي تطرَّق إلى الشيعة ومذهبهم، قلتُ فيه: أنا لا أكفرهم، كما فعل بعض الغلاة، وأرى أنهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون". واضاف "كما حذَّرت من أمرين خطيرين يقع فيهما كثير من الشيعة، أولهما: سبُّ الصحابة، والآخر: غزو المجتمع السني بنشر المذهب الشيعي فيه. ولا سيما أن لديهم ثروة ضخمة يرصدون منها الملايين بل البلايين، وكوادر مدرَّبة على نشر المذهب، وليس لدى السنة أيَّ حصانة ثقافية ضدَّ هذا الغزو. فنحن علماء السنة لم نسلِّحهم بأيِّ ثقافة واقية، لأننا نهرب عادة من الكلام في هذه القضايا، مع وعينا بها، خوفا من إثارة الفتنة، وسعيا إلى وحدة الأمة". ومضى القرضاوي قائلا "هذا الكلام أثار الوكالة، فجنَّ جنونها وخرجت عن رشدها وطفقت تقذفني بحجارتها عن يمين وشمال. وقد علَّق على موقفي العلامة آية الله محمد حسين فضل الله، فقال كلاما غريبا دهشتُ له، واستغربتُ أن يصدر من مثله. كما علَّق آية الله محمد علي تسخيري، نائبي في رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقال كلاما أعجب من كلام فضل الله". في شرحه لموقفه من التشيع، أكد الشيخ القرضاوي أنه مؤمن بوحدة الأمة الإسلامية بكلِّ فِرَقها وطوائفها ومذاهبها، فهي تؤمن بكتاب واحد وبرسول واحد وتتَّجه إلى قِبلة واحدة، وقال "ما بين فِرَقها من خلاف لا يُخرِج فرقة منها عن كونها جزءا من الأمة، والحديث الذي يُعتمد عليه في تقسيم الفرق يجعل الجميع من الأمة، 'ستفترق أمتي ...'، إلا مَن انشقَّ من هذه الفرق عن الإسلام تماما، وبصورة قطعية". وشدد الشيخ القرضاوي على قناعة السنة بأنهم هم المعنيون بالفرقة الناجية، وقال "هناك فرقة واحدة من الفرق الثلاث والسبعين التي جاء بها الحديث هي وحدها الناجية، وكلُّ الفرق هالكة أو ضالة، وكلُّ فرقة تعتقد في نفسها أنها هي الناجية، والباقي على ضلال". تابع "نحن أهل السنة نوقن بأننا وحدنا الفرقة الناجية، وكلُّ الفرق الأخرى وقعت في البدع والضلالات، وعلى هذا الأساس قلتُ عن الشيعة: إنهم مبتدعون لا كفار، وهذا مُجمَع عليه بين أهل السنة، ولو لم أقل هذا لكنتُ متناقضا لأن الحقَّ لا يتعدَّد، والحمد لله، فحوالي تسعة أعشار الأمة الإسلامية من أهل السنة، ومن حقهم أن يقولوا عنا ما يعتقدون فينا".أشار إلى أن هذا الموقف المعتدل بالنسبة إلى الشيعة الإمامية الاثني عشرية، يختلف عن موقف غير المعتدلين الذين يصرِّحون بتكفيرهم؛ لموقفهم من القرآن ومن السنة ومن الصحابة ومن تقديس الأئمة والقول بعصمتهم، وأنهم يعلمون من الغيب ما لا يعلمه الأنبياء. وأضاف "لكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى لعلي بالخلافة من بعده، وأن الصحابة كتموا هذا وخانوا رسولهم وجحدوا عليا حقَّه، وأنهم تآمروا جميعا على ذلك. والعجب أن عليًّا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقِّه. بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان وكان لهم معينا ومشيرا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين؟". أكد القرضاوي أن "للشيعة بدعا عملية مثل: تجديد مأساة الحسين كل عام بلطم الوجوه، وضرب الصدور إلى حدِّ سفك الدم، وقد مضى على المصيبة أكثر من ثلاثة عشر قرنا؟ ولماذا لم يعمل ذلك في قتل والده، وهو أفضل منه؟". وأضاف "ومن ذلك الشركيات عند المزارات والمقابر التي دُفن فيها آل البيت، والاستعانة بهم ودعاؤهم من دون الله. وهو ما قد يوجد لدى بعض أهل السنة، ولكن علماءهم ينكرون عليهم ويشددون النكير. من أجل ذلك نصفهم بالابتداع، ولا نحكم عليهم بالكفر البواح أو الكفر الأكبر، المُخرِج من الملَّة".