لماذا خلق الله الشر؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

" لماذا خلق الله الشر"

هذا السؤال طرحه أحد مدرسي " الفلسفة "على أحد أصدقائه ؛ فكان جواب الأخير كالتالي :

- نحن نقول أن الله كله رحمة وخير وأنه لم يأمرنا بالشر ولكن ترك لنا الإختيار لحكمة الإختيار:

يقول تعالى في آيته الكريمة :" إن الله لايأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ؛ قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجهكم عند كل مسجد " ( الأعراف-28 )
الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير ؛ وهو لا يرضى إلا بالطيب .

المدرس الفلسفي : فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق ؟

الصديق : ( لي متوهق فها الفيلسوف الفاضي لي فلسفته نسته عياله ما يروح يشوف وش ناقصهم ..ههه)
إجابة الصديق :

لأن الله أرادنا أحرارا ؛ والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب ..والإختيار الحر بين المعصية والطاعة .

وكان في قدرة الله أن يجعلنا جميعا أخيارا ؛ وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا ؛ وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الإختيار .

وفي دستور الله وسننه أن الحرية مع الألم أكرم من العبودية مع السعادة .( هنا قصد العبودية ؛ عبادا لله ) ..ولهذا تركنا نخطئ ونتألم ونتعلم وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر .

ومع ذلك فإن النظر المنصف المحايد سوف يكشف لنا أن الخير في الوجود هو القاعدة ؛ والشر هو الإستثناء ... فالصحة هي القاعدة والمرض استثناء ... نقضي معضم عمرنا في الصحة ؛ والمرض لا يزورنا إلا أحيانا .وبالمثل الزلازل هي في مجملها بضع دقائق في عمر الكرة الأرضية الذي يحصى بملايين السنين ؛ والبراكين والحروب ما هي إلا تشنجات قصيرة في حيات الأمم بين فترات سلام طويلة ممتدة .

ثم نرى أن لكل شر وجه خير ؛

فالمرض يخلف وقاية ...
والألم يربي الصلابة والجلد والتحمل ...
والزلازل تنفس عن الضغط المكبوت داخل الكرة الأرضية ؛ وتحمي القشرة الأرضية من الإنفجار ... وأحيانا يلد الشر خيرا .. مثلا : أعظم الإختراعات خرجت أثناء الحروب ... البنيسيلين .. الذرة ... الصواريخ.. الطائرات النفاثة ؛ كلها ولدت من أثون الحروب التي هي شر ودمار .. ومن سم الثعبان يخرج الترياق .. ومن الميكروب نصنع اللقاح .

ولهاذا قال الفيلسوف أبو حامد الغزالي : أن نقص الكون هو عين كماله .. مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحه ولو استقام ما رمى .

إنها الإمتحان الذي نعرف به أنفسنا .. والإبتلاء الذي تتحدد به مراتبنا عند الله .

ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها ..
فالموت ليس نهاية القصة ولكن بدايتها ..
ولا يمكن استطلاع الحكمة من وجود الشر إلا في آخر المطاف ...

ما البديل الذي يتصوره السائل الذي يسخر منا .؟؟

هل يطلب كمالا مطلقا ؟؟

>>>>>> ما الكمال المطلق إلا لله الواحد القهار <<<<<<

( منقول عن الكاتب )
(مصطفى محمود)

انت تستحقى درجة الإمتياز من الدرجه الأولى فى جميع موضوعاتك وشكرا

ميرسي يا أفندم دا لان موضوعاتي اتشرفت بحضرتك بس

شكرا شكرا شكرا على اسلوبك الرائع